غزة تشتعل... وباندونغ توحد صفوفها لنصرة فلسطين


تشهد غزة مرة أخرى مأساة إنسانية مؤلمة تهزّ ضمير العالم. فمنذ انهيار وقف إطلاق النار في 12 مارس 2025، فرضت إسرائيل حصارًا كاملاً على القطاع استمر أكثر من سبعة أسابيع. هذا الحصار أوقف جميع أشكال المساعدات الإنسانية، مما تسبب في أزمة لم يسبق لها مثيل، حيث تفشى الجوع بشكل واسع، خاصة بين الأطفال، ونفدت الإمدادات من الغذاء والوقود والدواء.

الهجمات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية دمّرت البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات ومراكز الإيواء. وتشير التقارير إلى أن أكثر من 51,000 فلسطيني فقدوا أرواحهم، غالبيتهم من المدنيين، ونزح نحو 90٪ من سكان غزة. الوضع أثار قلقًا عالميًا، لكن ردود الفعل الدولية لا تزال محدودة وغير فعالة.

وسط هذه المعاناة، تتدفق موجات التضامن من مختلف أنحاء العالم. في إندونيسيا، نظّم الآلاف من سكان جاوة الغربية مسيرة سلمية أمام مبنى "غدونغ ساتي" في باندونغ، تعبيرًا عن دعمهم لفلسطين. قاد هذه الفعالية منتدى جاوة الغربية لنصرة فلسطين (FJPP) بمشاركة منظمات مختلفة مثل مجلس الجمعيات الإسلامية وائتلاف مقاطعة إسرائيل.

أكد رئيس المنتدى، الأستاذ هيري أفندي، أن هذه الوقفات ليست نشاطًا مؤقتًا. وقال في خطابه: "إلى متى ستستمر هذه المسيرات؟ حتى تتحرر فلسطين". وأضاف أن سلسلة من الأنشطة ستستمر على الأقل حتى نهاية مايو ضمن حملة "شهر إنقاذ فلسطين".

ارتدى المشاركون الكوفية الفلسطينية ورفعوا الأعلام الفلسطينية، مرددين شعارات داعمة لفلسطين. كما دعوا إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وحثّوا الحكومة الإندونيسية على اتخاذ موقف حازم ضد العدوان الإسرائيلي.

الوقفات التضامنية لم تقتصر على باندونغ. فقد نُظمت فعاليات مشابهة في مدن إندونيسية أخرى، شملت تظاهرات سلمية، جلسات دعاء، وحملات تبرع لمساعدة سكان غزة، مما يؤكد أن دعم فلسطين لم يعد قضية سياسية فحسب، بل قضية إنسانية بامتياز.

في غزة، الوضع يزداد سوءًا. المنظمات الإنسانية تؤكد أن 95٪ من عملياتها توقفت بسبب القصف ومنع دخول العاملين الدوليين. في المقابل، تبرر إسرائيل استمرار الحصار بأنه وسيلة للضغط على حركة حماس للإفراج عن الأسرى، على الرغم من الاتهامات الدولية لها باستخدام الجوع كسلاح حرب.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح بأن العمليات العسكرية ستستمر حتى يتم "تحييد" حماس وتحرير كافة الأسرى، رغم أن الضربات العشوائية أودت بحياة مئات المدنيين، بمن فيهم الأطفال، مما أثار إدانات دولية واسعة.

أمام هذا الوضع، تُطالب المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة بفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات ووقف استهداف البنى التحتية المدنية. لكن حتى الآن، لم تُتخذ خطوات حقيقية لوقف الكارثة.

في باندونغ، يستمر الحراك الشعبي. فقد دعا العلماء وقادة المجتمع إلى توحيد صفوف الأمة الإسلامية والمجتمع الدولي لدعم نضال الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن تحرير فلسطين هو جزء من معركة الدفاع عن العدالة وحقوق الإنسان.

كما تهدف هذه الفعاليات إلى زيادة الوعي لدى المجتمع بأهمية الدور الفردي في دعم القضايا الإنسانية، من خلال التعليم والحملات والإجراءات المباشرة، على أمل أن يتزايد عدد المتضامنين.

أظهرت جاوة الغربية، وغيرها من مناطق إندونيسيا، أن روح الإنسانية لا تزال حيّة، وأن دعمهم يمنح الأمل للفلسطينيين بأنهم ليسوا وحدهم في هذه المعاناة.

في الوقت نفسه، يزداد الضغط الشعبي على الحكومة الإندونيسية لاتخاذ خطوات دبلوماسية أقوى، ومراجعة علاقاتها الدولية، وتعزيز دورها في المحافل العالمية للضغط على إسرائيل.

أزمة غزة لم تعد أزمة محلية، بل أصبحت اختبارًا لضمير الإنسانية. فكل موقف تضامن، مهما كان بسيطًا، قد يحدث فرقًا كبيرًا في حياة المتضررين.

من الضروري أن نواصل رفع الصوت بالحق ودعم الجهود السلمية. فبالاتحاد والتضامن العالمي، يمكننا أن نعيد الأمل لشعب غزة ونحقق لهم الحرية التي يستحقونها.

نسأل الله أن تكون هذه التحركات بداية لتغيير كبير، وأن تنتهي معاناة شعب غزة قريبًا بالحرية والعدالة. لأن كل إنسان يستحق أن يعيش بسلام، خاليًا من الظلم والقهر.


مزيد

غزة تشتعل... وباندونغ توحد صفوفها لنصرة فلسطين غزة تشتعل... وباندونغ توحد صفوفها لنصرة فلسطين بواسطة Admin2 on أبريل 20, 2025 Rating: 5

ليست هناك تعليقات